حكاية سنة من الحب والخيانة والكراهية...

دخلت إلى غرفة الحب...مع صديقٍ...خانه الدهر وخان...آه ما أصعب كلمة خيانة...قد خانني مع كل السنين بجانبه...من اجل فتاةٍ...حوتٌ يبتلع العاشقين ويتركهم دون قلوب...ملاكٌ ساحرٌ...وكأنه نزل للتو من عند العليم...جالسٌ في أمان الله...ما أجمله من قمرٍ ابيض...وعيونٌ كحلكة الليل...وشعرٌ كتُراب مكة...من يا ترى خلق هذا الملاك...سبحانك ربي...جلستُ...وقلت لصديقي " انظر إلى ذاك الملاك الجالس في سكونٍ ووقارٍ"...قال لي "انهُ ليس أي لملاك...انه عزرائيل بأم عينه"...تقربت منها...كطفلٍ ضالٍ لا يعرف ما يريد...جل ما يريده أن يتحدث إليها أو أن يعرف اسمها أو رقم هاتفها أو عائلتها أو...المهم أن لا يجعلها تهرب من بين عينيه...ألاحقها كطفلٍ يلاحق فراشةً بنفسجيةً...سمعتهم يندهون باسمٍ غامضٍ لم اسمعه من قبل...نُقشَ اسمها كنقشِ ختمِ الخليفة في قلبي...صوتها كأنغام قانونٍ في عصرِ عباسٍ...حفظتهُ كصوت أمي الحنون...والله لم اسمع مثله من قبل...قد كانت ملاك بكل ما للكلمة من معنى...أنامل كالورود الحمراء...وشفتان تستحقان القبل... من يا ترى خلق هذا الملاك...سبحانك ربي.....
مر يومٌ ومرت أيام...وأنا أحاول جاهداً أن أتذكر صورتها...قد جننتنني...لم اعد اذكر أي شيء...من أنا ؟!...من هي ؟!...
هي كالبحر...بحاجةٍ إلى غوّاصٍ...يستكشف روحها وقلبها...كنت أنا ذاك المكتشف...ذاك الشخص الذي سوف يتغلغل بين أوردتها لأتعرف على كل الصدفات...وغصتُ برحلةِ الأحلام.....
أسميتها.." استكشاف بحر الحب "..الرحلة كلفتني الكثير...ضياع سنة من عمري اركض خلف وهم...لكنها أفادتني...علمتني كيف تخون الكلمات...وكيف لا تجدُ أحدا في أصعب الأوقات...حتى "صديقكَ"...الذي يشعر بقلبك والنبضات...سوف تتعرفون كيف يخونون...وينسون,يحبون ,يكرهون ,يُعَلِّمون ,يبكون ويجعلوك تظن...بأنهم كالأم الحنون...قصتي مؤلمة...كالصحراء المظلمة...لكنها مفيدةٌ ومعلمة...
هذا الصديق الذي كان معي...بعد أن عرف بحبي لها...تركني وابتعد...لم اعلم السبب...سألته فقال :- " هكذا أفضل...كي لا يقولوا عني مغفل "...قلت :- " مغفل ؟! لماذا ؟! "...سكت ولم يجب...
تقربت منها أكثر فأكثر...وكل يوم أقول " صباحك سكر "...
لم اعرف من أين حصل على اسمها ذاك " الصديق "...وبدأ يحادثها بكلامه الرقيق...قلت له :- " أنت تعرف أنها حياتي...في جناتي ومماتي !!"...
قال :- " ما الفرق إذا لم تكن تحبك...فلتكمل الدرب وحدك...أما أنا لها سأكون...وأنت...فلتواسي الجفون..."...
مرضتُ وغبتُ عن الملتقى لأيام...لصدمة الخيانة...كان قلبه اكبر من أن يقول هذه الكلمات...أو كنت أظن ذلك...لقد فعل...وقلبي أنا بالكراهية اشتعل...بدأت بينهما احفُر القبور...لدفن قلبه المسرور...وقلبي أنا المغدور...لكن قلبي وحدهٌ دفن...وعاش ذاك الصديق مع ذاك الملاك...لكني لم أيأس !! ولم استسلم...حتى دون قلب...حفرت وحفرت وحفرت...حتى في إغراق الخائن نجحت.....
وجدتُ "صديقاً" آخر...كان هو أيضا " ملاك "...وبعد أن اختبرته لأيام...قلت " هذا هو الذي يستحق لي أن يكون الصديق "... لم أتعلم...لم افهم...انه ما من صديقٍ بحق صديق...لم أتذكر خيانة ذاك الإنسان...قلت للصديق الجديد عن حبي للملاك الوحيد...بدأ "يساعدني" ويتقرب منها كي يقربني...وأنا مسرورٌ لأنه يساعدني...وكل يوم يتقرب منها أكثر فأكثر...ويقربني منها قليلاً قليلاً...فخفت من خيانته...وسألته بالله ألا يحبها...قد اقسم انه لن يحبها...انه لن يخون...انه الصديق الوحيد سوف يكون...صدقت واطمئنيت...دار الزمان وذهبت الأيام...حتى أصبح لا يكلمها عني...قد نسيني...قد خان !!...
كان له صديقٌ آخر يحب الملاك نفسه...قد خانني أنا وهو...خاننا الاثنين بضربةٍ واحدة...غدر بي بسيفٍ كنت قد صنعته بنفسي...لم اعد مأمن بشيء يدعى " صداقة "...كل كلمة سمعتها منهم كانت كاذبة...كل وعدٍ كانوا قد قطعوه...وهم !!...
لا تصدقوهم...لا تصدقوهم حتى ولو اقسموا أمام الكعبة المقدسة...
فجميعهم خائنون...وجميعهم كاذبون...واسأل ربي أن يعاقبهم كيفما قطعوا نياط قلبي...كيفما جعلوني اكره الحياة...اكره الصداقة...اكره الحب...اكره البشر...
أستغفرك ربي وأتوب إليك يا الله...وحسبي الله ونعم الوكيل...
لقد كذب عليَ لدرجةٍ والله وبكسر الهاء لو قلتها لبكيت العمر...والله لن تصدقوا درجة الكذب التي وصل إليها...لكني أقول " فلتنسى...لا شيء يستحق أن تتذكره "...
وأنا اعرف في نفسي أنها كانت تساوي العمر كله وحياتي أنا...وحبي قد كاد أن يكون حباً مقدساً...لكن للأسف...الأصدقاء قد دمروا حياتي...
لا تصدقوهم...لا تصدقوهم...
لم ولن أنسى هذا الجرح...لن أنسى هذه الخيانة...لكني وبرغم الآلام والجراح...سأبقى ذاك العاشق الحالم...الذي عيني ذاك الملاك لا تفارقان أحلامه...
بعد القبور التي حفرتها بينها وبين عشاقها الوالهين...قد ساءت حالي وحالها...وبعد عامٍ كاملٍ اثبت لها مدى حبي...عشقي...صدقي...أمانتي...بعد معاناة ومرارة طويلان...صدقتني...لكنها لم تصرح...قرأت ذالك من بين أعينها...
لم أنسى الحب...وقد كانت تعلم بحبي...قد صرح لها أخ (وليس بصديق) عن مدى حبي...فأجابته..." انه مجردُ زميلٍ...واعتبره كأخ لا أكثر "...بعت شخصين من حياتي وهذه بداية طريق وداع الحب...
كرهتها...لم اعد أُحبها...الوداع...إني راحلٌ حيث لا عودة...فلتعلموا انه ما من فتاة تستحق التضحية...وما من فتاة تستحق الاهتمام...والحذر ثم الحذر من الأصدقاء...قصتي قد كانت أطول بكثير بكثير...ولكن كي لا أزيد حزني ومأساتي ذكرت مقتطفات منها...

مشكورين على المرور